-- أعدك بأنك ستكون مرتاحا معي ولقاؤنا سيكون عفويا انشاء الله وهو لقاء ثلاثي الأسئلة ؛ يدور حول ثلاثة محاور : 1- عن طفولة حسام الرسام وصباه وشبابه وظهور موهبة الغناء والتأثر الفني في البدايات 2- عن حياتك الفنية الآن ورأيك وقناعاتك بما تقدم للناس 3- عن ما لا يعرفه الناس عن حسام الرسام
+ نعم
المحور الاول :
-- أنت حسام محمود هاشم ؛ مواليد 29/3/1978م أي إنك من مواليد برج الحمل ؛ محل ولادتك العراق – محافظة بابل – مدينة الحلة ؛ لك من الإخوان 7 ومن الأخوات 2 ؛ من أسماك حسام ؟
+ أمي وأبي لم يختلفا على هذه التسمية ؛ وهي نسبة الى سيف الإمام علي ( ع ) : " الحسام ذو الفقار " .
-- ولكن كيف إقترن أسم حسام بالرسام ؟
+ إقترن اسمي بالرسام لإني درست الرسم و الموسيقى ولكنني كرست نفسي للرسم أكثر من الموسيقى في بادئ الأمر أي في فترة المعهد و كلية الفنون الجميلة في بغداد ؛ أنا درست الرسم وأحببت الرسم ومارست مهنة الرسم لذلك أسميت نفسي الرسام . وأحب أن أضيف شيئا أيضا ؛ السيدة الفاضلة والرسامة العراقية المعروفة : وداد الأورفه لي شجعتني أن يكون أسمي الفني : حسام الرسام .
-- متى ظهرت موهبة الغناء لديك ؟
+ أنظر اليّ يا عزيزي ؛ أنا لا أعرف متى ولدت هذه الموهبة في داخلي ؛ في كل وقت من مراحل عمري كنت أغني ؛ لكني لم أكن أعرف بأني مطرب ولم يكن ببالي أن هذا الذي يتحدث اليك الآن سيصبح المطرب العراقي : حسام الرسام ؛ لإنني من عائلة محافظة و بسيطة ؛ لذلك فالطرب والشهرة لم يكن لهما الحق بأن يخطرا على بالي ؛ وأنت تعرف يا عبدالله بإني من محافظة بابل ؛ أناس محافظون ؛ وعندهم بمفهومهم أن العيب على من يغني ؛ غير أنك عندما ترجع الى أصل المسألة بالنهاية ستجد بأنه فن و ذوق ؛ و أحمد الله بأني لم أسئ الى هذا المفهوم الجميل ولكنها ارادة الله وما أراده فعله وأنا أحمد الله عليها .
-- قالت لي العصفورة : بأنك تجيد رسم العين وتجيد تجسيم الأسماء باللون و الفحم ؛ حتى أنني أذكر عندما أهديتني ألبومك الأخير كتبت لي الإهداء على البوستر بخط جميل جدا ومجسم ومزركش ؛ ما تعليقك على هذا ؟
+ انا يا سيدي درست الرسم في مرحلة المعهد والكلية ؛ أكاديمية الفنون علمتنا التخطيط و في المعهد تعلمنا البدايات ؛ عندما كنت صغيرا كنت أرسم وأمزج الألوان غير أني لم أكن على دراية شاملة بأتكيت الرسم وما هو شكل النهاية للوحة وما هي قيمتها وهل إن تخطيطها صحيح أم لا ؛ لكن الأمر المهم في ذلك الوقت عندي هو بأني ارسم نوعا ما بمستوى جيد ؛ أما رسم العين ؛ فحاله من حال رسمي للأذن والأنف والفم ؛ كل هذا يخضع الى مقاييس فالدراسة كانت مهمة جدا لي فقد تعلمت من الناس والأساتذة وأقراني لا بل وحتى من الشارع العراقي نفسه .
-- هل حسام ذلك الطفل أو الصبي الهادئ أم إنه الطفل العراقي المشاكس المعروف بإتقاد الذكاء ؟ ؛ إروي لي قصة تعتز بها من طفولتك أو صباك ؟
+ والله يا صديقي عبدالله ؛ أنا كنت ( أوكح ) طفل في عائلتي ؛ أقولها بصراحة ؛ أذكر أنني كسرت جهازي تلفاز والتلفاز نفسه لم يكن منتشرا في البيوت العراقية آنذاك ؛ طفل مشاكس في بيتي ؛ نعم ؛ غير أن مشاكستي كانت محببة الى عائلتي ؛ هنالك طفل مشاكس مكروه ؛ غير أني والحمد لله العكس ؛ كنت من يضحكهم ومن يغني لهم ومن يخربش على جدران البيت أيضا .
-- ولكن عندما تضع رأسك على المخدة الآن وأنت نجم عراقي ومطرب معروف ؛ وأنت كنت هذا الطفل العراقي المشاكس الجميل ماذا تشعر ؟
+ لم أفكر ولو في يوم من الأيام بأني أختلف عن باقي الناس ؛ و لا أقول بأني فلان من الناس ؛ أنا حسام محمود الذي عرفه أصدقاؤه وعرفته الناس على طبيعته البسيطة ؛ كلهم يشهدون لي بأني لم أتغير والحمد لله ؛ أنا لست حسام الفنان ؛ حسام الفنان تشاهدونه على المسرح في الحفلات وفي المهرجانات وتشاهدونه في الفضائيات ؛ هذا حسام الرسام ؛ أما حسام فهو ذلك الشخص البسيط ؛ إبن البيت وابن منطقتي التي كنت أسكن بها في العراق وابن المعهد وابن ( السالفة وابن الضحكة ) فهذا أنا لم يتغير مني شيء ؛ وحين أضع رأسي على المخدة فإني أفكر بماذا سأفعل غدا وماذا سأقدم للناس ؛ وأفكر بمصلحة أهلي وفني ؛ لا أفكربشهية الطمع التي تدفعني الى الكسب المفرط للمال على حساب فني ؛ إنها قسمة الله وكل يأكل رزقه في هذه الدنيا وأنا أسأله التوفيق دائما .
-- بمن تأثرت في بداياتك الفنية ؛ وهل جذور صوتك الشجي تمتد الى الأصالة العراقية أم الى الأصالة العربية ؟
+ بالتأكيد الأصالة العراقية ؛ أنا ولدت في حضن الفرات الأوسط ؛ إنه من أروع ما خلق رب العالمين ؛ الحلة وبابل وسومر وأنا أفتخر عندما أقول بأني من الحلة ؛ أنا سومري الأطباع يا عبدالله ؛ أما بالنسبة للأصالة العراقية والنفس الغنائي الذي أغني به والذي سمعتموه فأنا قد أخذته من كل إنسان أتأثر به أوترك في داخلي شيئا جميل ؛ لا أحدد أحدا و أقول أني متأثر بفلان ؛ ( وداعتك ) أنا أتأثر حتى بالأصغر مني سنا سواء من الصبية والأطفال عندما أسمع منهم صوتا جميلا ؛ ولذلك فإن تأثري لا يقتصر على الرواد فقط ؛ وإنما على كل مبدع حقيقي و إنسان .
-- من كان يشجعك أو يساعدك وأنت في بداية مشوارك الفني سواء من داخل الإطار العائلي أو من داخل الوسط الفني ؟
+ من داخل الإطار العائلي ؛ لم يتوقع أهلي لا بل ولم يفكروا حتى بأني سأصبح في يوم ما مطربا معروفا وهذا كفيل بأن يجعلهم لا يشجعوني ؛ والدي رحمه الله لو صادف ورأى واحدا منا أي أنا وأخوتي جالسين بحفلة ما فإنه سيقيم الدنيا ويقعدها علينا في تلك اللحظة ؛ فما بالك عندما نسهر ونغني ؟ ؛ أما الذين شجعوني وسقوا في داخلي بذرة الطرب فهم من درسني في الصغر أي معلمي ومدرسي الدراسة الإبتدائية والمتوسطة ؛ فما لا يعرفه الكثير عني أني كنت أجيد تجويد القرآن الكريم وحاصل على المركز الأول في التوجيد على مستوى محافظة بابل في كل سنة من سنين دراستي الإبتدائية والثانوية ؛ كما وإنني متقن جيد لإحكام التلاوة ؛ فقد درستها على يد الأستاذ البصير ( فاضل ) ؛ أما من داخل الوسط الفني فهو ضرير أيضا رحمه الله ( أستاذ محمد ) وهو عازف ايقاع ؛ فقد علمني العود والأورك كورديون لكنني لم أفكر بالأخير كثيرا بقدر ما فكرت بالعود ؛ عزفت العود أكثر بكثير وكان هو صديقي المقرب الأول ورفيق سفري ومسيرتي الفنية ؛ كما وأني استفدت من مركز شباب الحلة وغنيت به إضافة الى فعاليات أخرى كثيرة على مستوى محافظتي .
المحور الثاني :
-- فلندخل الى حياتك الفنية الآن يا صديقي ؛ كيف استطعت بهذا الوقت القصير أن تصبح نجمات عراقيا معروفا ؛ هل هو الموال العراقي المعروف بالحزن ؟ ؛ أم هي ( العكربة ) ؛ ومن يمثلك أكثر ولماذا ؟
+ من قال بأني خلال فترة قصيرة أصبحت مطربا معروفا ومشهورا كما تقول الناس عني هذا ؟
-- أنا سأخبرك يا حسام ؛ أنا واحد من مشاهديك الكثر الذين يتابعونك على الفضائيات ؛ أنا أرى أن حسام قد خرج الى الناس قبل بضع سنوات فقط ؛ غير أنه الآن نجم . . . ؛ ما تعليقك ؟
+ أنا أمتلك الجذور والأساس يا عبدالله ؛ عندي أساس جماهيري من الحلة و من باقي المحافظات ومن بغداد ؛ غير أن الفرصة في تلك السنين ؛ لم يعرضها القدرعلي ؛ فكافحت وكافحت وكافحت ؛ ومع هذا الإصرار والكفاح كرست نفسي أيضا للدراسة ولأهلي ورعايتهم مع أخوتي و لم أفكر في يوم من الأيام أني سأصور فديو كليب يعرض على الفضائيات .
-- لكن يا حسام ؛ دعني أختلف معك ؛ وأنت قبل اللقاء قلت لي بأنك مثلي تؤمن بإن إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ؛ عندمات ظهرت على الناس قبل سنين قليلة جدا ؛ تفاجئ الشارع العراقي بإعجاب الناس الكبير بك ؛ و وصلت الى النجومية العراقية بسرعة البرق ؛ أعتقد أنه الآن حلم لمن يفوقك عمرا فنيا وهو موجود كما أنت على ساحة الطرب العراقي
+ سأوصلك الى النقطة التي ترمي اليها في كلامك ؛ لم أفكر ولو للحظة في حياتي أن أدعم بفني السياسة والدين ؛ غير أن الغيرة العراقية أو الهمة العراقية كما يقولون هي التي حفزت بداخلي الطموح وأمدتني بالطاقة لمواصلة الطريق ؛ كما وأني نذرت فني للعراق والعراقيين ؛ أنا واحد منهم ؛ فنان يفرغ ما بداخل جمهوره من ألم وهم بسبب هذه الاوضاع الاخيرة التي يمر بها قطرنا الحبيب ؛ و هي وظيفتي بقدر ما هي وظيفتك كشاعر وإعلامي وبقدر ما هي وظيفة الروائي والقصاص والموسيقي لا بل وحتى على مستوى الأصعدة العلمية والتي بيدها اعادة بناء البنية التحتية لحبيبنا العراق ؛ أما بالنسبة الى مواويلي فليس حسام الرسام فقط من يغني المواويل العراقية الحزينة ولكنني أختصيت بالمواويل التي أطلق عليها عبارة : ( وجها لوجه ) ؛ لا أحب اللف والدوران في قضية أطرحها تخص شعبي العراقي عند غنائي الموال الوطني ؛ أي إنني أنتقي مواضيعا هي ولدية لحظتها في الشارع العراقي ؛ أما أغنية ( العكربة ) : فهذا شيء مشطوب من حياتي الفنية وانا بريء منها ؛ أرجو أن تتأكد من هذه المعلومة يا عبدالله و أن توصلها الى الناس ؛ أنا بريء منها نعم ؛ ولكن باحالة واحدة ؛ إنها لا تمثل شخصية حسام الرسام ؛ إنها فن كاريكاتيري إذا صح التعبير قدمته على طبق من الضحكة والفرحة إلى الأطفال ؛ أكرر : إنها ليست شخصية حسام الرسام بالمرة ؛ إنها مجرد عملية إختراق لسوق الفضائيات المزدحم أعتبرها وعفوا لهذه الكلمة : لعبة ذكية الى حد ما ؛ أرجوك يا صديقي أن تكتبها بهذه العبارة : إن أغنية ( العكربة ) هي إختراق للسوق ؛ وأنت يا عزيزي على دراية بزحمة الفضائيات ؛ أغلب ما يطرح على شاشات الفضائيات من عمل فني طربي و إن كان يحتوي على معايير ذات جودة هو ضائع ومفقود وسط زحمة الفضائيات الهائلة و بالتالي يموت صاحب هذا العمل الفني إعلاميا ؛ فيا صديقي عبدالله أكرر للمرة الثالثة وأرجو منك أن توصلها الى القراء الأعزاء ؛ أغنية العكربة : لا تعتبر من أغاني حسام الرسام ؛ حسام الرسام متمثل بأغنية : ( لا تزرع قنبلة بالشارع ) و ( مدري شبيه يا ربي ) و ( أفكر بيك ) و ( نساني اللي سكن قلبي ) و ( جرح العراق ) والذي يغني عن الأم والأب والأخ والصديق والوطن ؛ أما أغنية : ( العكربة ) : فهي فقاعة حسام الرسام وانفجرت وذهبت الى حال سبيلها .
-- فاجئتني جدا أيها الرسام
+ حبيبي عبدالله ؛ سؤالك كان بنفسي جدا أن يسأل لي ؛ كي أوضح لجمهوري وللمستمع العربي أن أغنية ( العكربة ) هي ليست إساءة لي ؛ لا بل العكس ؛ هي نجومية لي حققت لي الكثير ونجحت جدا والحمد لله و تستطيع أن ترى لحظة ظهورها على الفضائيات ؛ لم يبق طفل عراقي إلا ودندنها أو غناها .
-- دخلت الى موقعك الإلكتروني قبل فترة وتصفحت سجل الزوار والمعجبين ورأيت أن الغالبية العظمى من الموقعين فيه تشيد وتهنئ حسام الرسام بنجاح هذه الاغنية ؛ ما تعليقك ؟
+ أغنية ( العكربة ) بصورة عامة ؛ هي أغنية فقيرة من نواحي عدة ؛ فقد أستغربت الناس أنها تفتقر الى كذا وكذا وسأوضح لك ما معنى كذا كذا : التصوير على طريقة الفديو كليب لأغنية العكربة يفتقر الى وجود الفتاة الجميلة وأنا بهذه الطريقة غيرت نظرة الناس عن المطرب العراقي ؛ فمع كل الأسف وأقولها أن غالبية المطربين العراقيين ؛ أنتجوا أغاني راقصة بتصوير فاضح أو مغري لنساء الفيدو كليب و كأن الأغنية مخصصة للمرأة التي ترقص أمام عدسة تصوير تلك الأغنية ؛ أنا لم أفعل هذا بتصوير أغنية ( العكربة )
-- أذكرعندما تعاونت معك فنيا ونحن جالسان معا في الأستوديو ؛ قلت لي ضمن حديثنا أنه قد عرض عليك أنواع من النساء الموديلات رائعات الجمال من عارضات أزياء وغيرهن ؛ وقد استغربن واندهشن عندما لم يقع اختيارك على إحداهن واخترت ( عفوا ) موديل نسائي ذا شكل ربما ليس بالمقبول جدا ؛ أخبرنا عن هذه الحادثة الطريفة ؟
+ من بين اللواتي عرضن علي واحدة من جمالها قادرة على أن تشطر الجبل بنظرتها !! ؛ لبنانية لن أذكر اسمها هي عارضة أزياء في شركة دبي للأزياء هي من أروع نساء لبنان جمالا ؛ عندما قلت لها بإني لا اريدك عفوا !! فقالت : وأي مجنون أنت ؟ أنت لا تمتلك ذوقا !! ؛ ألست ترى كل هذا الجمال الذي أحمله ؟ ؛ أهناك أجمل مني ؟ طبعا هي تقول هذا بسبب غرورها المفرط بجمالها ؛ جاءت بعدها تلك الفتاة البسيطة فقلت لها إغسلي وجهك من المكياج و إرجعي لي مرة أخرى ؛ فعادت الي مرة أخرى وعلى وجهها مسحة خفيفة من الجمال ؛ فإخترتها .
-- يبدو أنك تتدخل بإعمق تفاصيل التصوير للفديو كليب ؟
+ يقع علي 50 % من عملية إنجاز الفديو كليب كفكرة وإخراج طبعا ؛ أما كإنتاج فهو كليا على حسابي ؛ غير أن الفكرة الأساس لكليب ( العكربة ) كانت للمخرج ( ياسر الياسري ) .
-- كم هي المسافة الفنية التي تفصلك الآن عن النجومية العربية ؛ وإذا لم تكن نجما عربيا الآن فما هي خططك لبلوغ هذا ؟
+ لا توجد مسافة بيني وبين النجومية ؛ أنا تكفيني نجوميتي بالعراق ؛ لإن الجمهور العراقي بنظري يمثل ثلث جمهور الوطن العربي ؛ فإذا كانت شهرتي بالعراق 70% فأنا أكبر نجم بالوطن العربي ؛ يكفيني الآن أن كل العراق يستمع الى حسام الرسام ؛ وأفتخر عندما تتصدر صوري الصحافة الفنية العراقية وبوستراتي الفنية تملئ مكاتب التسجيلات في العراق قاطبة وأحمد الله جدا على هذا .
-- دعني أحرجك الآن وأريد الإجابة بذكر الأسماء ؛ من برأيك الآن متربع على عرش نجومية الأغنية العربية ؟
+ أنت طلبت أسماء ؛ ولكن دعني أقول لك بداية ؛ من المطرب لحد الآن ؟ أنت في رأيك ؟
-- سأجيب على سؤالك بمقولة أرددها دائما ؛ الوصول الى قمة النجاح شيء صعب ؛ غير أن الإستمرار في الوقوف على هذه القمه ؛ هذا هو الأصعب ؛ هذا رأي !!
+ سأرضي فضولك يا عبدالله ؛ لا يوجد أحد متربع على عرش الأغنية العربية الآن بصورة كاملة ؛ لكل زمن دولة ورجال كما يقولون ؛ ولو استطاع المطرب العربي الحفاظ على نجاحه لأكبر فترة ممكنة فهو أمر يعود بالإيجاب عليه ؛ ولكنها بالنهاية مسألة مستحيلة ؛ عجلة الفن تدور والأوجه في تغير مستمر .
-- أتعتقد أنها سنة الفن أم سنة القدر أم ماذا ؟
+ إنها ليست سنة الفن بالعكس ؛ هناك شواذ دائما لكل قاعدة تطرح وخير مثال على ذلك كوكب الشرق أم كلثوم ؛ إنها خالدة لحد الآن ؛ أما بالنسبة لذكر أسماء الشباب وأنا لا أريد أن أرد سؤالك ؛ فإننا نستطيع أن نقول بأن الفنان العراقي المبدع ( كاظم الساهر ) هو المتربع على عرش الأغنية العربية ؛ فقد فتح لنا نحن المطربين العراقيين الشباب بابا واسعة للشهرة بنجاحه الرائع ؛ فهو نجم مشرف لنا وللعراق والعراقيين .
-- دعنا نغير دفة الحديث : كيف أو ما هي الطريقة التي ينتقي بها حسام الرسام كلمات أغانيه و مواويله ؟ وهل يكتب قسما منها أو يلحن ؟
+ الموقف هو الذي يجبرك أن تختار موضوع الأغنية ومن ثم تكتبها وتلحنها ؛ الموقف الذي تمر به أو يمر به شعبك أو الشعب العربي ككل ؛ هو من النقاط المهمة لإنتقاء الأغنية ؛ أنا لا أستطيع أن أغني أغنية لا أحس بها ؛ فالشاعر أو الكاتب بالنهاية لا يستطيع أن يفرض علي كلاما أو لحنا لا أحسه ؛ أغلب أغنياتي التي غنيتها كان المقطع الأول فيها من تأليفي ؛ مثلا : ( نساني اللي سكن قلبي ) ؛ هذه كلماتي والشاعر ضياء الميالي أكملها لي ؛ و ( مدري شبيه يا ربي ) على نفس الشاكلة أيضا وغيرها كثير
-- هل أنت مؤمن بالشعراء الشباب أكثر أم بالجيل الذي سبقهم ؟
+ مؤمن بكل قضية حقيقية يكتبها شاعر حقيقي بغض النظر عن جيله ؛ أنا أتأثر بكل صوت جميل كما قلت لك و أتأثر بكل كلام جميل يكتبه شاعر كبير في العمر أو الصيت أو صغير بكليهما .
المحور الثالث :
-- جاء دوري الآن يا حسام كي أظهر لمحبيك ومعجبيك وجمهورك ما لم يعرفوه عنك لحد الآن !! ؛ هل وقع حسام الرسام بالحب ؟
+ يوميا أقع في الحب يا صديقي ؛ أنا أحب الحب جدا ؛ أحب العراق وأحب أمي وأهلي وأخوتي وأحب الناس و أحب المرأة الجميلة وأحب البلد الجميل وأحب الأشكال الجميلة ؛ أنا أحب الجمال في كل شيء ؛ أما أن أقع في حب إمرأة فهذا ليس بمستحيل بقدر ما هو القدر بحد ذاته .
-- لنكن دقيقين يا حسام ؛ أنت لم تقع بالحب الحقيقي مع إمرأة لحد الآن ؛ صح ؟
+ من قال لك بإني لم أقع بالحب ؟ ؛ من قال لك ؟ ؛ أنا أقع فيه وأرجع كي الملم نفسي وأقف مرة وأخرى وهكذا دواليك ؛ كل أغنية تسمعها لحسام الرسام أو سوف تسمعها وهي تحمل طابع الحزن في طيّاتها ؛ فإعلم أن حسام الرسام واقع بحب جديد إن كانت هذه الأغنية تخص موضوعة الحب الجميل طبعا ؛ غير أن من الصعب على امرأة أن تصطادني بسهولة ؛ أنا لست شهريارا عراقيا ولكن تذكر أيها الشاعر ؛ نحن الذين نصطاد النساء وليس هن من يصطدننا ؛ نحن الصيادون وليس النساء الصيادات .
-- ولكن ما هو سبب عدم إرتباطك بإمرأة لحد الآن ومن ستحب أكثر لو تزوجت : بيتك وأطفالك أم فنك ؟
+ السبب الوحيد الذي جعلني لم أرتبط بإمرأة لحد الآن هو الظروف الحالية : عدم الإستقرار بسب السفر الكثير حول بلدان العالم بحكم عملي إضافة الى أخوتي الذين يكبرونني عمرا وهم مستحقين للزواج أكثر مني ؛ كما وأني في طور البحث عن ( أم بيتي ) التي ترعاني وتحافظ علي كالطفل المدلل والتي ستنجب لي أطفالا كفسائل النخل العراقي الأصيل والتي ستعينني بمشواري الفني وبمشوار حياتي ؛ والثلاثة سأحبهم بنفس القدر : بيتي وأطفالي و زوجتي انشاء الله ؛ وسأكون قادرا انشاء الله على خلق هذه الموازنة بينهم .
-- .
-- عندما تقف وحدك وأنت في الإستوديو هل تشعر بأنك ملك العالم ؛ أم تشعر بأن رسالتك في الحياة أكبر من الفن ؟
+ لا أعوذ بالله من الجبروت ؛ أحس بأن علي واجب مهم وكبير في كيفية إيصال هذا الكلام الى الناس وأحس بأن الفن هو الطريق الى بلوغ رسالتي الإنسانية وتحقيقها وتقديمها الى الناس كي أبقى خالدا في ذكرهم ؛ أنا اسقي صوتي لحظة غنائي من روحي كي تصل الأغنية الى قلوب الناس بكل شفافية ؛ فإن كان اليوم هو موعد لتسجيل موال وطني وجب علي أن أضع غيرتي العراقية كلها لحظة غنائي الموال الوطني
-- هل تكون دائما راضي عن ما تقدم من اللحظة الأولى في التسجيل داخل الأستوديو أم إنك تعيد التسجيل والأداء مرات ومرات ؟
+ طبعا أعيد وأعيد وأعيد ؛ لا بل والأغنية لن تأخذ محلها في الألبوم الا بموافقة 10 أشخاص على الأقل وهم : الشاعر و مهندس الصوت والموزع الموسيقي والملحن والكورس و نخبة من المستمعين هؤلاء كلهم يقفون أمامي لحظة تسجيل الأغنية في الأستوديو وأطلب منهم أن يبدو ملاحظاتهم بصراحة كي أخرج الى الناس بعمل يليق بي كفنان عراقي .
.
-- بقي عندي سؤال أخير يا عزيزي : عرف لي بإختصار شديد جدا من هو حسام الرسام ؟
+ أنا اريدك أن تجيب أنت على هذا السؤال يا عبدالله عبدالواحد ؛ أنت دخلت الى بيتي واطلعت علي وعلى حقيقتي البسيطة وسبق أن التقينا وتعاونا فنيا فأنا اريدك أن تعرف الناس بحسام الرسام ؛ غير أني سأقول لك بأني أخوك وصديقك .
-- رجل بداخله قلب طفل بريء ؛ دبلوماسية واضحة وتمكن في إدارة دفة الحوار ؛ هذا هو حسام الرسام
+ الحمد لله ؛ يدوم الوجه الكريم لله فقط ؛ حبيبي عبدالله ؛ سلمك الله وهذا من أخلاقك ومن طيب الأصل الذي تحمله ومن ثقافتك الجميلة وتمكنك الرائع وقد أعجبتني بأسئلتك اللماحة وجعلتني أفرغ بما في جعبتي من كلام ؛ وأنا اقول هذا بصدق ومن دون أية مجاملة لك